تاريخ موجز لأربعة وزراء أول فى موريتانيا

خميس, 30/11/2023 - 00:02

 

فى ملامح كل واحد منهم جزء من ذاكرتي...حدث ما يرتبط فى ذهني بوجه أحدهم...خامة صوته . بصمة تسييره لمؤسسة الوزارة الأولى التى تولوا تسيير عملها وضبط إيقاع العمل الحكومي فيها.
===
فى أقصى يسار الصورة اعادت لي ملامح دولة الرئيس سيد محمد ولد بوبكر طريقة مشيه وهو يدلف بوابة مبنى الحكومة القديم قبالة محكمة الحسابات .
كان ذلك فى العام 93 طفل مهتم بما يدور حوله من أخبار المجال العام؛ مانشيت أخبار نواكشوط مازال ماثلا أمامي رغم تباعد الزمن ....طلة الوزير الأول الشاب وتزكية والدي رحمه الله لاختياره لتشكيل الحكومة منحته بطاقة بيضاء ؛ وحين رحل من آمن بأدوات انقاذه لاقتصاد بلاده الذي عُين على أساسها تضخم الحنين وأصبحت انظر اليه كأحد أفراد عائلتي .
وبعد سنوات عديدة عاد ولد بوبكر لبقعة الضوء وزيرا أول فى حكومة انتقالية؛ كان كما شاعر اختطفته دهاليز السياسية دون أن يفقد بريق الشاعر الذي فى داخله.
===
احتفظ للوزير الأول الشيخ العاقية محمد خونه بانطباعات مختلطة...نزق مراهق لاينسى صورته الشهيرة أيام التطبيع؛  وحين قلمت الحياة أظافري وقرأت الأمير لميكافيلي  تعاملت مع الموضوع بواقعية أكثر .
محمد خونه اليوم؛ جار عزيز دائما ما نتبادل التحية أمام المسجد الذي يقع قبالة منزله.
رجل وقور يسير ببطئ ولكن لايعود للوراء .
اتذكر تفاصيل اكثر اجتماع سياسي عاصف شارك فيه ىلد محمد خونه؛ كان ذلك بعيد محاولات انقلاب 2003
كان اجتماعا لايخطر ببال متابع؛ جرت مياه كثيرة تحت الجسر بعد ذلك؛ وظل ولد محمد خونه كما هو .
===
حين عُين الوزير الأول اسماعيل الشيخ سيديا على رأس أول حكومة للرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني كنت فى بداية مساري مع البرلمانية 
زار الوزير الأول لنيل الثقة لحكومته؛ وبالفعل حصل له ما اراد؛ كان واثقا من مهمته؛ لكن  عدم انسجام أعضاء فريقه عجل من انتهاء حظه فى مواصلة المهمة.
يتكئ ولد الشيخ سيديا على مهارات حقيقية حيث يعد من الموريتانيين القلائل الذي تخرجوا من " سانترال دي باري" العريقة.
لكن تعقيد دور المركز القانوني الذي كان يشغله أعاق ميكانيزمات الفعل لديه؛ ويظل المهندس اسما فارقا فى قائمة الوزراء الأول فى هذه البلاد.
===
بملامحه الطيبة وأخلاقه العجيبة؛ يمنحك ملاي محمد الأغظف سلما للعبور اليه دون سابق معرفة.
تكنوقراط حقيقي؛ راكم تجربة فريدة فى مرحلتين فارقتين من تاريخنا السياسي المعاصر
مهندس المياه الذي حفر عميقا فى بحيرات السياسة الوطنية؛ لم يفهم تماما فى مرحلته الأولى خصوصية المنصب؛ لكنه حسب رأيي المتواضع استطاع أن يؤسس قاعدة سياسية صلبة " من الطهر " وحتى " لعگل" ليناور بها دائما؛ ويضمن من خلاله تمثيله الدائم فى مشهد السلطة المتغير دائما؛ دائما تغير وجوه وبصمات وزرائنا الأول.

قريني مينوه