أمريكا وإسرائيل: دعم مشترك في مواجهة إيران / الكاتب الصحفي أحمد يحياوي

أحد, 22/06/2025 - 23:37

في خضم الأحداث السياسية المعقدة في الشرق الأوسط، تبرز العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية واحتلالها التاريخي في دعم إسرائيل. 

هذه العلاقة ، التي تمتد لعقود طويلة ، قدأثرت بشكل عميق على مسار العديد من لأحداث الإقليمية والدولية.

ولعل أحد أكثر المواضيع حساسية في هذاالسياق هو الموقف المشترك للبلدين تجاهإيران ، خصوصاً في ضوء التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة. 

يظهر الدعم الأمريكي لإسرائيل كخيط رفيع يمتد عبر الزمن حيث تمثل الدولتان محوراً متماسكاً في السياسة الخارجية تجاه الشرق الأوسط.

ومن الملاحظ أن الولايات المتحدة قد قدمت لتل أبيب دعماً عسكرياً ومهماً وتعاوناً استخبارياً غير محدود ، مما ساهم في تعزيز قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات التي تواجهها ، خصوصاً من قبل إيران . 

ومؤخراً ، شهد العالم ضربة جوية مدعومة من قبل الولايات المتحدة استهدفت مفاعل إيران النووي ، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول مدى تزامن الأهداف الأميركية مع المنافع الإسرائيلية ، وهو اعتداء صارخ على سيادة ايران مما يخالف الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة ، علما بأن الراقابة الدولية التابعة لهيأة منع انتشار الأسلحة النووية صرحت علنا أن ايران لم يكن لديها أي سلاح نووي أو أي تهديد أمني يعرض بشأنه المنطقة للخطر.  

يبدو أن هذه الضربة لم تكن وليدة اللحظة ،بل نتيجة لسنوات من التنسيق والتعاون بين الدولتين ، وذلك في ظل التهديد الذي تمثلهالأنشطة النووية الإيرانية على الأمن الإقليمي والدولي حسب زعمهما. 

كما حصل في السابق حين تهموا صدام حسين بذلك ونجحوا في تدمير العراق بمباركة عربية ، ثم اتضح بعد ذلك أنها كانت لعبة سياسية وأن تدمير العراق وذبح الآلاف من الأبرياء والقضاء على العراق كان مجرد نزهة عابرة.

تعتبر إيران جزءاً من محور المقاومة الذي يضم أيضاً بعض القوى الإقليمية ، مما يزيد من  تعقيد المشهد. 

ومن الواضح أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تنظران إلى برنامج إيران الننوي كتهديد لإسرائيل  رغم سلميته  وأنه غير قابل للتفاوض ، حيث تؤكدان على ضرورة التصدي له بكل الوسائل الممكنةمهما كان نوع هذا البرنامج.

هذا الدعم المتزايد من واشنطن حين يتعلق الأمر بعمليات عسكرية ضد إيران يعكس تحولا في استراتيجية الدولتين ، ويشير إلى تطابق في الأهداف بين الحليفين. 

واكتسب هذا الدعم الآن طابعاً علنياً بعدالضربة الأخيرة ، مما يعكس عدم وجود مناطق رمادية في هذا التحالف.

تعرضت إيران لانتقادات شديدة من قبل الدبلوماسيين الأمريكيين ، وتم وضع برامج عسكرية استباقية للتعامل مع ما يدعون أنها تهديدات متزايدة . وبالتالي ، فإن الضربة تمثل تحذيراً واضحاً لطهران ولمن حولها ،وتجسد العزم المشترك بين أمريكا وإسرائيل على اتخاذ خطوات صارمة ضد أي محاولة من لتطوير القدرات العسكرية أو النووية. 

إن قياس هذا التحالف عبر الزمن يكشف عنتحول كبير في السياسة الإقليمية ، لقد أصبح الدعم الأمريكي لإسرائيل أكثر وضوحا في محاولتها للحد من النفوذ الإيراني ، وقد يتحول هذا إلى سياسة طويلة الأمد في ظل التوترات المستمرة.

ومع استمرار الأزمات والتحديات ، يبقى السؤال المطروح: كيف ستؤثر هذه الديناميكية على السلام والاستقرار في المنطقة ، وما هو الدور الذي ستلعبه القوى الإقليمية والدولية الأخرى في هذه المعادلة المعقدة؟ 

إن الأحداث الأخيرة تسلط الضوء على الطبيعة المتغيرة للمصالح والتحالفات في الشرق الأوسط ، فعلى الرغم من الدعم الواضح من الولايات المتحدة لإسرائيل ، إلاأن هناك إدراكا متزايدًا في العالم العربي بشأن الحاجة إلى مواجهة تحديات مشتركة،بما في ذلك الخطر الإيراني بحسب زعمحم. 

يمكن أن يؤدي هذا إلى تحالفات غير متوقعة بين الدول العربية وإيران أو مواقف أكثر توازنا تجاه القضايا الإقليمية.

من جهة أخرى، فإن التصعيد في الضغوط العسكرية ضد إيران قد يؤدي إلى زيادة التوترات ، حيث قد تسعى طهران إلى رد فعل مضاد ، سواء عبر تعزيز قدراتها النووية أومن خلال تعزيز نفوذها في العراق وسوريا ولبنان. 

وهذا يعني أن المنطقة قد تشهد مزيدًامن النزاعات التي قد تكون لها تداعيات واسعة على الأمن الإقليمي.

ومن المهم أيضًا النظر في ردود الفعل المحتملة من المجتمع الدولي ، فمن المتعارف عليه أن الضغوط العسكرية تثير قلقًا واسعا لنطاق ، وقد نرى دعوات من بعض الدول الكبرى لخفض التصعيد والعودة إلى الحوار.

ستبقى روسيا والصين بلا شك لاعبين رئيسيين في هذه المعادلة ، حيث يسعيان إلى تعزيز نفوذهما في المنطقة من خلال دعم إيران  واستغلال أي توتر بين الولايات المتحدة وحلفائها. 

في الختام ، يمكن القول إن الدعم الأمريكيلإسرائيل في محاربة إيران ليس مجردتحالف عابر بل هو استراتيجي يستند إلىاعتبارات جيوسياسية معقدة ، ومع تزايدالتوترات يتعين على المجتمع الدولي أنيكون على استعداد لمواجهة العواقبالمحتملة. 

يبقى الأمل في أن يؤدي الحوار والدبلوماسية إلى نتائج أكثر استقرارًا في المنطقة ، بعيدًا عن دائرة العنف والردود العسكرية، إن فهم هذا السياق يعد أمراً ضرورياً لتقييم المسار المستقبلي للعلاقات في  الشرق الأوسط ولتحديد كيف يمكن التغلب على التحديات الحالية.