
نحن أبناء وطنٍ نحبه، وندعو له بالأمن والأمان والازدهار. لا نساوم في وحدته ولا في استقراره. نفخر بعلمائه، ونعشق رباه، ونطرب لموسيقاه. لكننا في ذات الوقت، نخاف عليه من الآفات التي تفتك بالأوطان: من الظلم، والغبن، والفقر، والتهميش، والفساد.
ومن أجل ذلك، نناضل — بسلم، وبعقل، وبقلب يحترق — لا من أجل الخراب، بل من أجل الإصلاح.
لا نرضى أن تمتلك أقليةٌ المال والسلطة والنفوذ، بينما تكابد الأغلبية، من أجل لقمة العيش.
لا نقبل أن يشتري المفسدون العقارات في الرباط ولاس بالماس ، بينما يعاني شعبنا من أزمات عقارية فوق أرض شاسعة غنية.
لا نفهم، رغم مناجم الحديد، وتوفر المواد الأولية لصناعة الاسمنت ، كيف أن بعض مواطنينا يعيشون في الصفيح وتحت الخيام.
لا نريد لشعبنا ظلامًا دامسًا وعطشًا مستمرًا، ونحن نمتلك من الطاقات المتجددة ومصادر المياه ما يغنينا.
ولا نقبل أن نستورد غذاءنا بأسعار مرتفعة، بينما ضفافنا خصبة، ومراعي بلادنا تكفي وتزيد.
لا نقبل، رغم وفرة الكفاءات، أن يمثلنا في المحافل الدولية من لا يملك المؤهلات.
ونخجل — رغم وجود أطباء ومعلمين وأساتذة مبدعين — أن نضطر للعلاج والدراسة في دول الجوار.
نحن ببساطة، مواطنون يرون أن "العافية" لا تتناقض أبدًا مع النضال السلمي ولا المعارضة المسؤولة.
بل العافية الحقيقية هي أن نستغل ثرواتنا وكفاءاتنا وموقعنا، لنأخذ مكاننا الطبيعي بين الأمم.
وأي تفسير للعافية يخالف ذلك، ليس إلا مغالطة... ودعوة للاستسلام... وقبولًا بالحياة في الحفر.
بقلم بابه يعقوب أربيه
مهندس في مجال المياه والصرف الصحي
الوتساب : 38422201