الدوحة: العلامة الفخامة ولد الشيخ سيدي يؤدي صلاة الغائب على الشريف محمد الزين ولد القاسم

أحد, 02/11/2025 - 10:47

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم .

الفرق بين الأخلاء المتقين وغيرهم، وبين المحبة في الله وغيرها،أنّ الأخلاء المتقين والمحبين في الله تعالى تربطهم رابطة خالصة لوجه الله، تنفعهم في الدنيا والآخرة، فهم على طريق الحق ثابتون، يتناصحون ويتواصون بالخير. أمّا المخالبة والمحبة في غير الله، فإنها لا تجلب لصاحبها إلا الضرر في العاجل والآجل، لأنها مبنية على المصالح الزائلة والأهواء الفانية.

وقد تفضل العلامة شيخنا وفخرنا الشيخ الفخامة ولد الشيخ سيديا – حفظه الله تعالى وأبقاه ذخراً وفخراً – بأداء صلاة الغائب في العاصمة القطرية الدوحة على الفقيد الصالح المنفق الشيخ محمد الزين ولد القاسم، مقروناً بكثيرٍ من الدعاء له قبل الصلاة وبعدها.

كما كتب – حفظه الله – تعزية نادرة عبّر فيها عن عمق الوفاء وجمال الخُلق، سائلاً الله أن يرحم السلف ويبارك في الخلف.

وهذا نص التعزية مرفقًا بمقطع فيديو صلاة الغائب.

بسم الله ، الحمد للهْ، والصلاة والسلام على سيد الخلق رسوله الأواهْ، وعلى سالكي دربه وهداهْ.

إن خالقَ الخلق مالِكَهُم، قد قسم الشؤون بينهم، وجعل فيهم الصلحاء العارفين الذين يشتغلون بما فيه نفعهم ونفع المسلمينْ، وجعل فيهم الطلحاء الذين يلهثون وراء الدنيا بما يضرهم ويضر الآخرينْ.
فالصنف الأول لا ترى منهم إلا الخير، في السر والعلن، وفي الحال والمآل، والصنف الثاني نقِيضٌ للأول في اتجاهاته فلا يجرّ إلا إلى مفاسدَ له ولغيره.

ومن بين الصالحين الذين وهبوا أنفسهم لله، وصرفوا حياتهم في خدمة كتابه العزيز، ونشر علوم دينه، الصالحُ الشريف، المنفق الزاهد، محمد الزين بن القاسم بن ديدي بن مولاي الزين، عليه سحائب الرحماتْ، ووسْمِيُّ البركاتْ، ووَلِيُّ الخيْراتْ، نور الله ضريحه ووسع له مُدخله.

عرفت هذا الرجل، وجالسته جلسات فيها مالا أبوح به، وفهمي له (ومن الفَهمِ ماحسُن) أنه من عباد الله  الصالحين .

لما سمعت بوفاته، تذكرت بيتين من قصيدة قلتها  في رثاء أحد أعلامنا منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأنا دون العشرين وهما مطلعها:

بُروقُ المَنَايَا فِي سَما الرّوحِ تلْمَعُ
يَلُوحُ سَنَاهَا لِلْأَنَامِ ويَسْطَعُ
فَتَطْمِسُهُمْ طَوْراً وَطَوْراً تُخِيفُهُمْ
فَذلِك مطمُوسٌ وذَاك مُرَوَّعُ.

فبروق المنايا إمّا أن تَطمِسَ أو تُخيفَ، وهما مجتمعان في فقد الأحبة.
لا أنسى زيارته لي في البلد الأمين، وزيارته لنا عند وفاة الشيخين العلامتين: عمنا الشيخ يحيى، وشقيقنا الشيخ سيدي، كما كانت لي معه لقاءات في نواكشوط،  وكل لقاءاته تدل على ودّ صافٍ ونية خالصة.

وكان محبا  لبيتنا المبارك، بيت آل الشيخ سيدي، ولسلفنا الصالح، رفع الله مقام بيتنا وبيته وعمادَهما، ورحمه رحمة واسعة، وتقبل منه أعماله الصالحة، وجعلها له ذخراً يوم القيامة.

إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجُرنَا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها 

أعزي أسرته الخاصة، أولادَه وأمهاتِهم، وأهلَه الأعزاءَ من إخوة وأبناءِ عمومة، وحاشيتَه القريبة.
سائلا الله أن يبارك في  الجميع.
كما أسأل الله تعـٰلى أن يعين من سيواصل طريقه في خدمة الدين والدنيا.
 فآباؤنا وأجدادنا حَمَّلُونَا أعباءً ثقالا، بَيْدَ أن المُعينَ جل جلاله مُتَعَوَّدٌ منه العونُ والسداد.

وهكذا كان السلف الصالح يتعبون مَن بعدهم، كما قال عمرُ في أبي بكر رضي الله عنهما:
رحم الله أبا بكر، لقد أتعب من بعده — قالها مرتين.

والسلام عليكم  أولًا وآخرا.

أخوكم الشيخ سيدي محمد، الملقب الفخامة بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ محمد بن الشيخ سيدي المختار الملقب اپاه بن الشيخ سيدي محمد بن الشيخ سيدي.

بتاريخ: السبت 10 جمادى الأولى 1447هـ
الموافق 1 نوفمبر 2025م
الدوحة، قطر.