
عيد استقلال مبارك لكل موريتاني وموريتانية يعمل بإخلاص ليجعل وطنه صفحة ناصعة في كتاب الأمم، ويصون المكتسبات التي شيّدها الآباء والأجداد بعرقهم وتضحياتهم، ويواصل البناء على أسس صلبة، لتظل راية موريتانيا عالية خفاقة على مرّ الزمن.
لقد خاض أجدادنا معركة التحرير ضد مستعمر مرئي حمل سلاحه جهراً، وانتصروا بإيمانهم وصلابتهم. أمّا اليوم، فإن معركتنا مختلفة في الشكل، لكنها لا تقل أهمية في المضمون. إنها معركة البناء والإصلاح؛ معركة تعزيز الإنجازات، ومواجهة التحديات بروح وطنية صادقة، ومحاربة الفساد وسوء التسيير، وترسيخ دولة القانون والمؤسسات.
وفي إطار المسؤولية الوطنية والتخطيط الاستراتيجي الشامل، تأتي حتمية الحفاظ على ثرواتنا الوطنية، المتجددة وغير المتجددة، في صدارة أولوياتنا الراهنة والمستقبلية. هذه المسؤولية ليست خياراً فحسب، بل هي التزام أخلاقي وتاريخي تجاه حقوق الأجيال القادمة، وضمانة أساسية لتحقيق تنمية مستدامة وشاملة.
إدارة هذه الثروات بحكمة ورشادة تشكل الركيزة الأساسية لبناء اقتصاد منتج ومتين، قادر على مواجهة التحديات واغتنام الفرص في المشهد العالمي المتغير. كما تشكل أساساً لمجتمع متماسك يُقدّس قيم العمل الجاد، ويشجع الإبداع والابتكار، ويعزز المسؤولية الفردية والجماعية، ويرسخ مبادئ التضامن الاجتماعي.
وهكذا، يصبح هذا المسار الواعي أكثر من سياسة اقتصادية؛ إنه مشروع وطني متكامل، يهدف إلى توطيد أسس التقدم والازدهار، وتحقيق طموحات شعبنا في بناء مستقبل أفضل. إنه تعاقد جديد بين الحاضر والمستقبل، لصناعة غدٍ أكثر إشراقاً للوطن والأجيال القادمة.
وقد صدق الله العظيم إذ قال:
“إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ”
فلنبدأ التغيير من ذواتنا، ليغيّر الله حال وطننا إلى أحسن حال. ولنجعل من ذكرى الاستقلال بداية وعي جديد، وبداية إصلاح حقيقي، وبداية وحدة وطنية، وبداية وطن ينتصر على كل التحديات.
فلنكن جميعاً جنوداً صادقين في معركة البناء، حماةً للوطن، شركاء في الإنجاز، ورجال إصلاح في زمن يحتاج إلى صدق الرجال.
تحية للوطن في عيد استقلاله المجيد… وكل عام وموريتانيا تشرق بأمل جديد، وتزهر بعطاء أبنائها.
محمد تقي الله ولد محمد لغظف ولد عَيْبِّتْنَ ولد انَّانَّ

.jpeg)
.jpeg)


.gif)
