الأستاذ اسماعيل ولد باهداه يكتب عن معهد بتلميت

أحد, 08/05/2022 - 18:09

بسم الله الرحمن الرحيم 

                        عن معهد أبي تلميت 

فى خضم الحديث عن معهد أبي تلميت ، أرى أنه تحق لي المشاركة لأنى عشت  فترة من فتراته طالبا فيه ، وتخرجت منه وتوظفت ثم عدت إليه مراقبا عاما بعد تبعيته لوزارة التهذيب .
فى سنة 1954 تبلورت لدى فضيلة الشيخ عبدالله ولد الشيخ سيديا فكرة القيام بمشروع معهد أبي تلميت ، وهو رحمه الله معروف ببعد النظر وقوة الإرادة ، والإهتمام بالمصلحة العامة .
ورتب الأمور ترتيبا جعله يسير في الطريق الصحيح.
قام بجمع الشيوخ العلماء ، وفتح الباب على مصراعيه أمام الطلاب فأقبلوا جماعات وأفرادًا ، حبًا للعلم وتطلعًا للجديد .
وقد بدأ العمل في الخيام ثم الأكواخ ومن ثم إلى الفصول .
وكانت النفقات في البداية من ممتلكات الشيخ عبدالله ولد الشيخ سيدي.
وقامت جماعة الشيوخ المحترمة  _رضوان الله عليها_ بمجهود جعل من المعهد سراجًا ساطعًا استضاء بنوره القريب و البعيد ، ولا غرابة في ذالك لأن الجماعة كل فرد منها معهد متعدد الإختصاصات .
ومامعهد أبي تلميت إلا جزء ضئيل من عطاء هذه الجماعة يظهر عظمة قدرها.
إنكم وبدون ريب توافقون على نشر أسماء الجماعة :
عبدالله ولد الشيخ سيديا المؤسس والممول الرئيس المدير العام وكل شيء 
إسحاق ولد محمد مسير وأستاذ 
المالية موكولة إلى سيد ولد باهين وأحمد ولد مزوك 
الأساتذة :
محمد عالي ولد عدود 
محمد ولد أبي مدين
المختار ولد حامدن
محمد يحيى ولد عدود
حمدًا ولد التاه 
أحمد ولد مولود ولد داداه 
محمد ولد أحمد ولد الشيخ سيديا 
بب ولد التاه
عبد الله ولد عبدالرحمن 
الدنبج ولد معاوية 
أحمد ولد المختار 
عبدالله ولد محمد سيديا ولد داداه
وفي وثائق المعهد عثرت على كتابات للأستاذ الكبير محمد المختار ولد اباه لاشك لها دور فعال في إنشاء المعهد وتأديته رسالته.
وهذه الجماعة عطائها يفرض التعرف عليها والإعتراف بحقها وأدائه كاملا.
وكان العنصر الدعائي الأكبر للمعهد هو كفاءة خريجيه ، الذين خدموا في مفاصل الدولة والحكومة ضباط ووزراء وسفراء وولات وحتى رؤساء ، فالمرحوم أحمد ولد بوسيف رئيس الحكومة خريج المعهد والمرحوم الرشيد ولد صالح رئيس البرلمان خريج المعهد.
ومن الحكماء من أدرك أهمية المعهد واختاروه لأبنائهم مثل المرحوم الزعيم أحمد ولد حرمة ولد ببانه والأمير سيد ولد حننه .
واستمر المعهد بجماعته سائراً على الدرب إلى غاية (( أظن )) 1961 أعلنت الحكومة تبعيته لوزارة التهذيب .
يبدو لي (( والله أعلم )) أن الوزارة كانت تنوي جعله إعدادية بيد أن مستويات الطلاب الأكاديمية أخرت الإعلان ، مثلًا أخذ أحمدو ولد عبد القادر  _الشاعر المفلق الذي أنهك الشعراء اللحاق به ، والكاتب المبدع والسياسي المحنك ، والمناضل الوطني_ تلميذاً في الإعدادية فماذا تكون الردود ؟
اتضح أن إطفاء مصباح المعهد ليس بالسهل ، فترك سائراً في طريقه مع محاولة خجولة لعصرنته ، فأحضر مدير من تونس وهو البشير لعريبي ومساعد له هو الهادي وبقي الإصلاح محصورًا في المدير غالبا تكون ثقافته فرنسية .
وترك الأمر للزمان : الطلاب يشاركون في المسابقات للمنح والإمتحانات للتوظيف والشيوخ تعمل فيهم الأيام .
وبكل الأسف والأسى اختف الشيوخ.
وأصبح التلاميذ يدخلون عبر مسابقات دخول الإعدادية .
تهيأت الظروف وأعلنت الإعدادية.
أرسلت الوزارة كوكبة من الأساتذة الشباب مكونين تكوينًا عاليا ، وإن كنا ذكرنا الجماعة الأولى بخير فهذه الجماعة تستحق الذكر والإشادة بمجهودها العظيم الذي ترك آثاره طافية على السطح في السلوك والمعاملات وغائصة في الأعماق ، تراها في دقة المعلومات وعمق التفكير .
ومن هؤلاء السادة :
السالك ولد عبدالله ولد اباه
أحمد ولد بدي ولد اباه 
شكرود ولد الشيخ عبدالله 
سيد ولد محمد اطفيل 
محمد ولد محبوبي
لمرابط ولد اليدالي 
المرحوم إدوم
د.محمد الناجي محمد أحمد 
أحمد ولد المصطفى 
أحمد ولد جدو ولد اخليفة 
عمر ولد يالي
المرحوم افال
هذه الجماعة يحق لها مايحق لسابقتها.
لقد أعلنت انضمامي لطالبي إعادة المعهد ، لكني أُلفت الإنتباه إلى شيء لا شك أنكم تدركونه وهو تغير الظروف الذي أحدث متطلبات جديدة .
نحن في أبي تلميت كجميع المقاطعات الموريتانية عندنا شباب لم يساعده الحظ في التعليم ولا في العمل ولا في التأطير وله طاقات زائدة وفراغ لا حدود له وليس أمامه إلا المستنقعات .
هذه الجماعات التي لايستهان بكمها ولا بخطورتها  ، أرى أن نطلب بإلحاح وجدية معهداً أومنشأتا أو سمها ماشئت لتعليم العلم والمعارف وتعليم الحِرف والمهارات لإ نتشال هذا الشباب ، ونبادر قبل أن يسبق السيف البدار .
      
                 بتلميت بتاريخ 2022-05-08

                               إسماعيل ولد باهداه
#معا_لإحياء_معهد_بوتلميت