أحمد ولد هارون.. رضيع مدارس فكرية مختلفة يطمح للرئاسة

أربعاء, 17/04/2024 - 08:38

 

في حاضرة "عين السلامة" الواقعة على بعد 10 كلم شمال مدينة أبي تلميت قبل خمسة عقود ولد أحمد ولد هارون ولد الشيخ سيدي؛ تربى طفلا على تلالها الصفراء؛ خلط العلوم المحظرية والمدرسة قبل انتقاله لأبي تلميت؛ هناك درس الثانوية وفهم معنى الإيدولوجيا والنضال؛ ليدخل مبكرا في جامعة نواكشوط حيث تنشط الحراكات الطلابية، درس القانون وسجل للدكتوراة في المغرب، قبل أن ينخرط في مرحلة الوظيفة مع اكتتاب لوازرة العدل أيام تولي محفوظ بتاح وظل يزاول مهمته من مستشار لكرسي الاحتياط حسب مزاج وزراء العدل.

عرف مكتبه في الوزارة بالشاي والنقاشات السياسية والفكرية دون تحفظ؛ كان تلميذا واصلا لشيخه محمد يحظيه ولد ابريد الليل يترجم مقالاته ومحتكا بمحمد المصطفى ولد بدر الدين والعسكري عمر ولد بيبكر؛ لم يكن أحمد بعثيا ولا يساريا؛ كان معارضا نخبويا يكتب المقالات وفي بداية حكم محمد الغزواني فجر قنبلة بصوتيات أسمعت صوت المعارض من داخل بيت السلطة؛ صوت حن له الشارع بعد فتح أبواب الرئاسة أمام المعارضة.

سُجن أحمد ودخل في باب السين والجيم وكأن قدر بتلميت أن تظل خاصرة رخوة للعسكر المتحكمين في السلطة وكأن اسم أحمد أصبح تميمة لطعن الرؤساء الفرحين بأصوات الشعب بعد التخلي عن ثوب العسكر الخشن؛ بدأ أحمد مشروعه بناء على صوتية ودخل قلوب الموريتانيين، عزل من منصبه وعاش بسيطا في منزله المؤجر بحي F- NORD  يركب سيارته البسيطة ويحدث الناس عن السلطة وفشل تسديدات نظام الغزواني.

سبق أن كتب سلسلة مقالات عن الشيخ سيدي باب وموقفه من نازلة الاستعمار في عهد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز؛ ظل يتحدث بحرية في مقالاته، يحمل نفسا سلفيا عميقا حيث كان ولايزال تلميذا واصلا لشيخه ابراهيم ولد يوسف ولد الشيخ سيدي، ويرتكز ولد هارون على بعد ثقافي وبيوتات علمية متعددة، يتعمد الهدوء والطرح العميق في حديثه المبطن، كما يستشهد في خطاباته بكلمات حسانية تليدة.
 
في مساء صيفي حار قرر ولد هارون الترشح لإنهاء نظام ولد الغزواني وهو لم يحصل بعد على التزكيات ولم يعلن الغزواني نفسه ترشحه وتعددت الترشحات للمنصب وكأنها طلبات صداقة معلقة على بوابة قصر "ايلو سي" الرمادي، قدم أحمد كلمة فصيحة وقد تسلل الشعر الأبيض للحيته محاطا بشباب يحملون هم وطن جامع.. لكنها موريتانيا التي ستنتخب؛ لتظل الأفكار رهينة الصالونات مؤنسة وتستحق الإعجاب والقلوب الحمراء في حين يذهب حرف الباء لمرشح الدولة.

- محمدي موسى دهاه