الشباب الموريتاني والسياسة مرة أخرى/ السعد بن عبدالله بن بيه

أربعاء, 03/04/2024 - 18:08

 

طموحات أبنائنا من الشباب الموريتاني في السياسة مشروعة بل أكثر من ذلك هي ضرورية .
لكن هذا الطموح؛ لا بد أن ينقدح من تصور عميق، يولي اعتبارا خاصا لفهم المحيط والواقع المجتمعي والوطني ، بكل موضوعية وواقعية والوقوف على تعقيداته وتداخلاته ومختلف العناصر التي تعتمل في صناعة المشهد الوطني بكل نجاحاته واخفاقاته .
- نتيجة هذا الفهم؛ هو  بناء تصور نظري وعملي واضح ، يجعل هذا الشباب يفهم ويعرف "حدود" الممكن بكل عقلانية ، ويُمَكِنه ثانيا من مواجهة أسباب الإخفاق والتعثر التي قد تقف أمام طموحاته ومشروعاته.
-إضافة لما تقدم هناك عنصر لا يقل أهمية ؛ وهو فهم حقيقة ووضع شريحة الشباب نفسها داخل المجتمع والدولة ، وهل لا تزال مجرد فكرة نظرية لمجرد الاحتفاء ، أم يمكن تحويلها إلى فئة استراتيجية ، قابلة للاستثمار في تحقيق طموح الانتقال ببلدها من ضيق التخلف إلى سعة التنمية.
- لاعتبارات كثيرة الآن - ( نسبة الشباب ، ارتفاع مستوى تعليمه وخبرته، الجمود والركود في الحياة السياسية، التغيرات الحاصلة في البيئة الخارجية الدولية والإقليمية المتعلقة بتمكين هذه الفئة...)- يمكن الدفع بمسألة الشباب لتتصدر الأجندة الرسمية في موريتانيا ، فالأمم التي لا تعي السنن الطبيعية في التداول والتوارث ، هي أمة تعرض مستقبلها للضياع وللفناء الحتمي، من هنا فإن مسألة تشبيب الحياة العمومية، ومد حياة الدولة والمجتمع بعناصر القوة والمنعة، هي مسؤولية الجميع حكاما ومحكومين ، وليست مسألة تترك للصدفة والفراغ .
والله من وراء القصد 
السعد بن عبدالله بن بيه
 رئيس مركز مناعة الإقليمي لليقظة الاستراتيجية.