
ثَوى حامِلُ الأَثقالِ عَن كُلِّ مُغرَمٍ
وَدامِغُ شَيطانِ الغَشومِ السَمَلَّقِ
عِمادُ تَميمٍ كُلِّها وَلِسانُها
وَناطِقُها البَذّاخُ في كُلِّ مَنطِقِ
ها هي الحروفُ تكسوها ثيابُ الحزن، وتتصبّبُ دموعًا بين السطور، تحاول أن تصف مشهدًا عانى فيه القلب، وغاص فيه الحزن، حين رحل ابن عمتي، المحامي الفذ " محمد بن المصطفى".
في رحيله، فقدت الدنيا قامةً من قامات العدل، وفقدت محكمةُ الحياة صرحًا شامخًا في سمائها، وانطفأت نجمةٌ كانت تلتمع في سماء الحق. دفاعُه عن الضعفاء كان سيفًا لا يُبارى، وحقّق في ساحات القانون صوتَ المظلومين، لينثر نورَ العدالة على دروب الظلام.
كان محمد صرحًا من صروح النبل، وفي كلّ موقف كان عنوانًا للحكمة والرزانة. يحمل في قلبه مشعل الرحمة، ويرسم بابتسامته أملًا يتغلب على عتمة الأحزان. لم يكن مجرد محامٍ، بل كان نبراسًا يُضيء طريق الحق، لا يكلّ ولا يملّ في الدفاع عن قيم الشرف والكرامة.
يا من رحلتَ عنّا، لم تغبْ روحُك عن أرجاء ذاكرتنا، فأنت السحابُ الذي يغسل وجوهَ الأحبة، والنسمةُ التي تُهدي الأرواحَ راحةً وطمأنينة. يا من خلّفتَ فراغا لاتملؤه إلا الذكرى الطيبة .
لم يكن محمد مجرد محامٍ يدافع عن الحق، بل كان إنسانًا نادرًا يجمع بين الفطنة القانونية وكرم الأخلاق. تميز بابتسامته التي كانت لا تفارق محياه، وبمجلسه الذي كان يجمع الناس على حلاوته ، كلماته عذبة، يُنصت إليها الجميع بشغف، لا لحلاوة المنطق فحسب، بل لصدقها وعمقها. كان يعرف كيف يُلامس القلوب قبل العقول لم يُبهرنا بذكائه وفصاحته فقط، بل بسعة صدره وتواضعه الجم، واحترامه للجميع، صغيرهم وكبيرهم.
نسأل الله العظيم، ربَّ العرش الكريم، أن يتغمَّدَكَ بواسع رحمته، ويجعلَ مثواك الفردوسَ الأعلى مع الأنبياء والصديقين، وأن يُنزلَ على أهل بيتك وذويك الصبر والسلوان.
اللهم اجعل قبره روضةً من رياض الجنة، و أجعل منزلته في الفردوس الأعلى .
وإنالله وإناإليه راجعون
ولاحول ولاقوة إلابالله
إسماعيل المصطفى

.jpeg)
.jpeg)


.gif)
