ودية سابقة تكتب.. زراعة الكلى في موريتانيا: تحرير لمرضى غسيل الكلى

أربعاء, 27/08/2025 - 13:57

لقد عاش مرضى غسيل الكلى في بلادنا سنوات طويلة في صمت وألم، تحمّلوا خلالها معاناة مضاعفة:

 • احتكار سوق الغسيل من قِبَل بعض التجار الذين لم يروا فيهم إلا وسيلة للربح،
 • أجهزة متهالكة تجاوزها الزمن دون صيانة تذكر،
 • غياب كامل لأي متابعة تقنية،
 • وانعدام تام لمستلزمات خاصة بالأطفال.

لقد كان هؤلاء المرضى في حالة أشبه بـ الاحتجاز القسري، أسرى بين أيدي من حولوا آلامهم إلى سوق يدرّ الأموال.

لكن بارقة الأمل بدأت 2021 عندما وضع فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني هؤلاء المرضى في صميم برنامجه الصحي، من خلال صرف رواتب شهرية، وتكفّل الدولة بمصاريف الغسيل، وتوفير الأدوية مجانًا. تلك الخطوة الأولى فتحت أمامهم أفقًا جديدًا من الرجاء.

واليوم، ومع تحقق زراعة الكلى في موريتانيا، ندخل مرحلة تاريخية جديدة. فالأمر لا يقتصر على إنجاز طبي فحسب، بل هو في حقيقته تحرير لمرضى غسيل الكلى، وتخليص لهم من سنوات الارتهان لسلطة التجار. إنها لحظة استعادة للكرامة الإنسانية، وانتصار للعدالة الصحية.

ولا يسعني هنا إلا أن أحيي الدكتور عبد اللطيف وإخوتي أطباء أمراض الكلى الذين حملوا هذا الحلم طويلًا بإيمان وصبر حتى تحقق. جزاهم الله خير الجزاء وبارك في جهودهم.

ومع ذلك، فإن الواجب لا يزال يقتضي أن يتحرر قطاع الصحة بأسره من قبضة أولئك التجّار في الموت، الذين حوّلوا الألم إلى تجارة، والمرض إلى سوقٍ رابح.

إن زراعة الكلى في موريتانيا ليست مجرد عملية طبية؛ إنها إعلان عن فجرٍ جديد، يشرق على المرضى بالكرامة، ويعيد إليهم معنى الحياة، ويكتب لوطننا صفحة أبهى في سجل العدالة الإنسانية.

الناها هارون الشيخ سيدي