
عزيزي القارئ، ما رأيك لو تركنا الاصطفاف الحزبي والانتماء السياسي جانبا، وفكرنا معا في الوطن؟
أولا، ألا تتفق معي أن البذخ والإسراف مهلكان للمال العام؟
لنفترض أننا متفقون !
ثانيا، ألا تشاطرني الرأي أن التفاخر بأسراب السيارات وسط صفوف البسطاء يذكرنا بمسرحيات وكرنفالات من عهود لا أحد منا يريد عودتها؟
ثالثا، ألا ترى أنه في عصر سرعة المعلومات ووفرتها لم يعد من الضروري أن يتنقل الرئيس في كل مرة لمعرفة مشاكل الناس، فباحترام السلم الاداري وانتهاج سياسة اللامركزية الرشيدة يمكن لفخامته معرفة ما يجري في أقصى نقطة من البلاد بضغطة زر؟
رابعا ، لنفترض أنك، عزيزي المواطن، مقتنع بالدولة الحديثة وترى أن تدخل القبيلة في السياسة يثقل كاهلها ، أليس كذلك ؟
أنتظر منك عزيزي القارئ في أي لحظة أن تقاطعني لتقول لي إن فخامة الرئيس سافر إلى الداخل من أجل الاعلان عن بداية مشاريع تنموية كبرى ، وأمام زخم العبارة قد أسكت لبرهة وأتوقف عن الكتابة بل ربما حتى أفكر في تمزيق ما كتبت من هذا المقال لولا أن بي بقية مشاكسة وشيء من حب النقاش ومن أجل ذلك سأناقشك في المشاريع الكبرى وأسألك ؟
هل سيعلن فخامة الرئيس انطلاق مشروع عملاق للطلاقات المتجددة ، كي نستفيد من إمكانياتنا في مجالات الطاقة الشمسية والهوائية أو حتى نصدرها للخارج ؟
هل سيعلن فخامته إنشاء سكة حديدية من منجم بوفال إلى نواكشوط لكي نستفيد من ثرواتنا من الفوسفات ونتمكن من نقل منتجاتنا الزراعية على الضفة في عربات مبردة بالطاقة النظيفة في ذات القطار ؟
هل سيعلن عن مشروع وطني لتحلية مياه البحر عبر شراكة بين القطاع العام والخاص لتأمين مياه الشرب والزراعة؟ والتعدين والصناعة ؟
هل يسعلن فخامته أن تآزر من الآن فصاعدا لن توزع المال على الشعب بستصبح شريكا للمواطن في أي مشروع يختاره ، مثلا تشجع الأمهات على الزراعة المنزلية من خلال توفير الأسمدة والبذور و المساعدة في دفع تكاليف المياه ، وتشجع صغار المنمين بإنشاء تعاونيات لبيع الحليب ، مقابل الرعاية البيطرة وتوفير الأعلاف والرعي لمواشيهم ، وتشجع أصحاب التاكسيات المهترئة على استبدال سياراتهم بسيارات جديدة أقل تلوثا للبيئة وأجمل حضريا و كذلك الخياطون وأصحاب محلات غسيل الثياب وحتى الحلاقون كل ذلك بتمويلات ميسرة خالية من الفوائد تحت رقابة واضحة وضمانات تراعي وضعهم المعيشي؟
إن لم تجد عزيزي القارئ من بين هذه الأسئلة ما يشبه الواقع، أو لم تذكر لي مشروعا واحدا من هذا النوع، فسأتوقف هنا وأسألك بكل صدق وهدوء: عن أي زيارات ومشاريع تنموية تتحدث؟
بقلم: بابه يعقوب أربيه

.jpeg)
.jpeg)


.gif)
