تأخر تشخيص سرطان الثدي في موريتانيا يهدد فرص الشفاء – مقترحات عملية

ثلاثاء, 11/11/2025 - 08:36

 

 

يتلوّن شهر أكتوبر كل عام باللون الوردي، كرسالة توعية بسرطان الثدي، الورم الأكثر شيوعًا بين نساء العالم ونساء منطقتنا، وهو كذلك أكثر السرطانات انتشارًا لدى النساء في موريتانيا، بحسب معطيات سجل المركز الوطني للأنكولوجيا، الذي يُعدّ الأكثر شمولًا في ظل غياب سجل وطني أو حتى جهوي للسرطان.
وهي فرصة مناسبة لمشاركتكم نتائج دراسة علمية منشورة حديثًا في مجلة PAMJ الطبية المحكمة، أجريناها في المركز الوطني للأنكولوجيا بنواكشوط، وشملت 200 حالة سرطان ثدي تمت متابعتها بين عامي 2020 و2021.
وقد كشفت الدراسة واقعًا صحيًا مقلقًا؛ فمن بين أمور أخرى، أشارت إلى أن حوالي ثلث المريضات تأخرن ما بين 3 إلى 6 أشهر بعد ظهور العلامات الأولى للمرض قبل مراجعة المركز وبدء العلاج؛
وترافق ذلك مع تشخيص متأخر لحالات عديدة، بعضها بأنماط بيولوجية عنيفة وصعبة العلاج، أبرزها السرطان الثلاثي السلبية (TNBC).
ورغم التقدّم الملحوظ في البنية التحتية للمركز، والممارسة الإدارية والطبية، تبقى الفجوة كبيرة في مجال التشخيص المبكر والتدبير السريع بما يسمح بتحقيق النتائج المرجوة.
وهو واقع يمكن تحسينه — بل وتجاوز بعض عقباته — بتدابير سريعة وممكنة.
 وهو ما يدفعني إلى تقديم بعض المقترحات، تمت مناقشة بعضها فعليًا على مستويات متعددة دون ترجمة عملية حتى اللحظة:
✅ مقترحات عملية بثلاث مراحل زمنية:
1️⃣ على المدى القريب:
إطلاق مسار سريع لتشخيص وتدبير سرطان الثدي خلال 10 أيام
 من لحظة الشك إلى لحظة بدء العلاج. هذا النموذج قابل للتطبيق الفوري، حسب رأيي، داخل المركز الوطني للأنكولوجيا بالتنسيق مع البُنى الصحية الشريكة.
2️⃣ على المدى المتوسط:
تفعيل برنامج وطني للكشف المبكر المنظّم لسرطان الثدي
 باستهداف الفئات الأكثر عرضة وفق بروتوكولات دقيقة، مع تعزيز التوعية، وتطوير الإمكانيات البشرية والفنية الكفيلة بالتشخيص المحلي الدقيق والكامل.
3️⃣ على المدى البعيد:
إنشاء مركز وطني متخصص بسرطان الثدي
 يوفّر الاستدامة في التشخيص المبكر والعلاج الفعال، ويُعزّز التكفّل المتكامل بالمريضات على المستوى النفسي والاجتماعي والطبي.