
مهرجانات مدائن التراث مناسبات مهمة وأساسية وتهدف إلى إحياء المدن القديمة كحواضر علمية وثقافية غنية بالتراث والمخطوطات العلمية والآثار والمعالم التاريخية والحضارية.
وقد خصصت السلطات لإحياء هذه المدن والمحافظة عليها تمويلات كبيرة تصل لعدة مليارات من الأوقية بهدف تثبيت الساكنة المحلية من خلال إنعاش الحياة لديها وصيانة المخزون الأثري الموجود في تلك المدن.
غير أن هذه المويلات الكبيرة المخصصة لمدائن التراث لم تنعكس إيجابيا على حياة الساكنة ولم يكن لها أثر على يوميات الفقراء والمحتاجين الذين يكابدون ظروف الحياة العصيبة في مدن معظمها يعاني من العزلة وتلظي الأسعار وصعوبات العيش.
والسؤال المطروح هو أين تصرف التمويلات المخصصة لمدائن التراث،وهي تمويلات بالمليارات،بحكم ان نصيب مدينة شنقيط السنة الماضية من التمويلات المذكورة زاد على أربعة مليارات اوقية؟.
والغريب أن التمويلات المخصصة لمدائن التراث – وفق المتابعين – لم تنهض بواقع الساكنة ولم تنعش حال الفقراء وضعاف الحال ولم تظهر في مستوى ونمط البنى التحتية الضرورية من مستشفيات ومؤسسات خدمية في المدائن المعنية بهذه التمويلات ولا حتى في المشاريع الإنمائية اللازم إنشاؤها من حجم تمويلات ضخمة كتلك المذكورة.. والأغرب من ذلك أن كثيرا من المحتاجين لم يستفيدوا منها على الوجه المطلوب لتنميتهم وترقية فرص الحياة لديهم مما جعل تسيير هذه التمويلات مصاب بخلل ما، الشيء الذي يجعل السلطات الرسمية مدعوة أكثر من أي وقت مضى لتفعيل آلية تسيير هذه التمويلات الضخمة الموجهة لهذه الحواضر العريقة والتي كان ينبغي أن تضيف نمطا من الإيجابية إلى واقع ومظاهر الحياة من تحسين ظروف المعيشة والتصدي لتصاعد اسعار المواد الاستهلاكية وغيرها من صعوبات ومتطلبات،وهو ما لم يتم وفق البعض..
وكان يلزم أن تصرف التمويلات المقدمة على أسباب العيش الكريم اولا وقبل كل شيء،وأن تمنح للمستهدفين بها من محتاجين وضعفاء وأصحاب احتياجات خاصة دون غيرهم.
محمد محمودعبد الجبار

.jpeg)
.jpeg)


.gif)
