وزير سابق: “الاستقلال كان هبة” و”الدولة العميقة” تتحكم في البلد

جمعة, 07/02/2025 - 13:10

قال الوزير الموريتاني السابق، سيدي ولد أحمد ديه، فيمقابلة مع قناة “صحراء 24″ ليل الخميس– الجمعة، إن“الشعب الموريتاني لم ينل استقلاله بإرادته، بل كان“هبة“، منتقداً النظام السياسي القائم، واصفاً إياه بأنه“مترهل” و“تتحكم فيه الدولة العميقة“.

واعتبر أن الوضع الراهن في موريتانيا يستدعي “وقفةتأملية” لتحديد المسار الاقتصادي والهوية الوطنيةللبلاد.

وانتقد ولد أحمد ديه، الذي شغل مناصب وزارية فيحكومات سابقة، ما وصفه بـ“تغول النخبة ذات المصالحالخاصة” التي قال إنها “تطغى على الصالح العام“،مشيراً إلى أن “التحولات السياسية التي شهدتها البلادكانت نتيجة توافقات وليست تغييرات جوهرية“.

كما اتهم  الذين وصفهم بـ “الدولة العميقة” بالسيطرةعلى الحكم في موريتانيا، مضيفاً في السياق ذاته أن“النظام السياسي لم يتغير منذ التأسيس“، معتبراً أن“المشاكل الجوهرية” التي تواجه البلاد تتمثل في“رداءة الخدمات الأساسية” مثل التعليم والصحةوالتوظيف.

ودعا إلى “احترام المال العام والوظائف العمومية“،مشيراً إلى أنه “دفع ثمن محاربة الفساد“، ومؤكداً أن“السلطة والمال لا يجب أن يختلطا“.

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وصف ولد أحمد ديهانتخابات 2007 التي فاز بها الرئيس السابق سيديمحمد ولد الشيخ عبد الله، بأنها“الأكثر شفافية” فيتاريخ البلاد، بينما رأى أن الانتخابات الأخيرة “لا تختلف عنسابقاتها“.

الوزير السابق الذي ينشط مؤخراً في محاربة الفساد،والتوعية بمخاطره، اعتبر أن “الديمقراطية تتطلب وجودطبقة وسطى مستقلة مادياً وفكرياً“،وهو ما لميتحقق بعد في موريتانيا، حيث “لا يزال التصويت قائماًعلى الانتماءات القبلية والجهوية“.

كما انتقد “اختلاط المال العام بالثروة الخاصة“، مشيراًإلى أن “رجال الأعمال استفادوا من الميزانية العامة،وأصبح الموظفون الحكوميون تجاراً،والتجار يستثمرونخارج البلاد“.

وفي سياق حديثه عن الحكومة الحالية، قال إن زياراترئيس الوزراء ومعايناته “لا تكفي“، بل يجب أن تكونهناك منظومة متكاملة تعمل وفق القوانين والمساطر»، مؤكدًا أن «المفتش الأول هو الضمير».

وتحدث عن القبيلة، التي قال إن رغم كونها إطارًاأساسيًا،  لكنها “تتناقض مع الدولة الحديثة“، مؤكدًا أنالقبائل لم تعد كما كانت سابقًا بل تحولت إلى لوبياتتتحدث باسمها.

وفي تعليقه على رئاسته لمجلس إدارة “الرباط الوطنيلنصرة الشعب الفلسطيني” قال  ولد أحمد ديه أنتعيينه في هذا المنصب كان “مفاجئاً” له، لكنه يعتبره “شرف” لخدمة القضية الفلسطينية.